لقد وصل حديثًا إلى مختبر "Les Numériques" جهاز Nikon Z6 III المُعلن حديثًا. سنحتاج إلى بعض الوقت لإجراء اختبار كامل، لكننا اختبرنا بالفعل المستشعر الجديد 24x36 بدقة 24.4 ميجابكسل باستخدام الشريحة الاختبارية الشهيرة لدينا.
هذا المستشعر له أهمية خاصة لأن نيكون تقدمته على أنه أول مستشعر "جزئي الطبقات". هنا يلزمنا توضيح تقني بسيط. المصطلحات التي تستخدمها نيكون، والتي غالبًا ما تكون محيرة قليلاً، تتوافق في الواقع مع ما يُعرف بمستشعر مكدس (stacked sensor) في اللغة الفنية.
تم تصنيع هذه التقنية لأول مرة من قبل سوني، بدءًا من المستشعرات الصغيرة للهواتف الذكية، حيث يسمح تكديس عدة طبقات من الإلكترونيات بنقل الدوائر، خاصة المحولات التناظرية إلى الرقمية (A/D converters)، إلى أسفل البكسل الملون بدلاً من بجانبه.
هذا يوفر عدة مزايا. الأولى هي تقليل التداخل الكهرومغناطيسي حول الفوتوديود عن طريق إبعاد الدوائر إلى طبقة أخرى. ثانيًا، يوفر هذا مساحة أكبر للدوائر: في التصميم التقليدي، تكون المساحة محدودة جدًا. من خلال تخصيص طبقة مخصصة للمكونات (المحولات والذاكرة)، يمكن لمصمم المستشعر الاستفادة من زيادة قوة المعالجة وتوسيع الذاكرة التخزينية للمعلومات، مع رفع ترددات القراءة.
هذا التصميم للمستشعر مكلف أكثر لأنه غالبًا ما يتطلب تصميم الإلكترونيات على شريحة أخرى من السيليكون (wafer) ولصقها بدقة عالية خلف الجزء الحساس للضوء. لتقليل هذه الزيادة في التكلفة، وضعت نيكون المكونات الإضافية ليس تحت البكسلات، ولكن بجانب الجزء الحساس للضوء، على الجهة الأمامية من المستشعر، خارج دائرة الصورة.
من ناحية، كمية الدوائر المراد إضافتها أقل من مستشعر مكدس حقيقي. من ناحية أخرى، يتطلب الترتيب دقة أقل - في حالة المستشعر المكدس، كل بكسل متصل بمحول مخصص. بينما سيتم تقييم أداء الرشقات التصويرية على الأرض، كان السؤال هو ما إذا كان لهذا التصميم تأثير على التصوير بحساسية عالية.
الحدود عند 1600 و 6400 ISO
قمنا بمقارنة زيادة ISO لكاميرا Nikon Z6 III مع منافسيها المباشرين: Sony Alpha A7 IV و Canon EOS R6 Mark II. الأول مزود بمستشعر 30 ميجابكسل والثاني بمستشعر 24 ميجابكسل. يتمتع كلاهما بموقع مماثل في السوق وسعر إطلاق متشابه.
ما يلاحظ على الفور هو قوة التنعيم اعتباراً من 1600 ISO. بينما تُحافظ التفاصيل على وضوحها حتى 800 ISO، يلاحظ تدهور جودة الصورة على Nikon Z6 III من هذا الحد فصاعداً. كما يوجد فقدان في الدقة مع Canon EOS R6 Mark II، ولكن بشكل أقل بوضوح. أما Sony A7 IV، فيتمكن من تمديد هذا الحد إلى 3200 ISO، مع أقل فقد في الدقة ودقة تعريف أعلى.
مع زيادة الحساسية، يتدهور جودة Nikon تدريجياً، كما يحدث مع Sony أيضاً. الاستثناء الواضح هو Canon الذي، على الرغم من أنه أقل دقة بشكل عام في قيم ISO أقل، يقدم تدهوراً أكثر انتظاماً حتى 51200 ISO. بعد ذلك، تصبح الصور كلوحات مائية متناثرة بيكسلياً لجميع الأجهزة المختبرة.
على الرغم من أن هذا ليس سوى نظرة أولية، يمكننا الاشتباه في أن سرعة قراءة مستشعر Nikon Z6 III العالية تؤثر على جودة الصورة. مع احتمالية لتصوير بنسبة 20 صورة في الثانية بتنسيق RAW و30 إلى 120 صورة في الثانية بتنسيق JPEG، تستهدف Z6 III المصورين الرياضيين والعاملين في الحركة. ومع ذلك، كما لوحظ مع المستشعرات فائقة السرعة، بما في ذلك النوع الذي يحتوي على بوابة عالمية للغلق في Sony A9 III، فإن سرعة قراءة عالية جداً تتطلب إلكترونيات مستهلكة للطاقة وتوليد مزيد من التداخلات، وبالتالي مزيد من الضوضاء الرقمية، مقارنة بالمستشعرات الأقل سرعة. يساعد الدائرة المزدوجة لـ Nikon ISO في تقليل التأثيرات وتوفير جودة صورة جيدة حتى ISO 6400.
يجدر بالذكر أن هذا تقييم لجودة ضغط JPEG الافتراضي. سيكون من الضروري أيضًا تقييم ملفات RAW عندما تتم دعمها من قبل برامج المعالجة، لتحديد القيم المقبولة من حيث جودة الصورة، علماً بأن خوارزميات تقليل الضوضاء الحديثة تقدم اليوم أداءً ممتازًا.
